
رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة، 29 سبتمبر 2025: كشفت دراسة بحثية رائدة نُشرت في مجلة “إنفورميشن“(الصادرة عن المعهد متعدد التخصصات للنشر الرقمي) عن الإمكانات التحويلية للأنظمة التعليمية السيبرانية – الواقعية في إعادة تطوير التعليم الجامعي بما يواكب عصر الرقمنة.
يحمل البحث عنوان: “الأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية للجيل الرابع من التعليم الجامعي“، ويستكشف هذا البحث الطريقة التي يمكن بها للأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية إحداث نقلة نوعية في ممارسات التدريس وتحسين نتائج التعلم، فضلًا عن رفع معدلات نجاح الطلاب، حيث تعمل هذه الأنظمة، في المقام الأول، على دمج البيئات الصفية الواقعية مع التقنيات الرقمية وأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي.
تعمل الأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية ضمن إطار “إنترنت كل شيء”، حيث تربط تلك الأنظمة بين الأشخاص والأجهزة والخدمات والبيانات من أجل توفير منظومات تعلم ذكية وتفاعلية، كما تتيح هذه الأنظمة للمعلمين إمكانية تعديل طرق التدريس بشكل ديناميكي ودعم المتعلمين بدقة، وذلك من خلال رصد أنشطة الطلاب لحظة بلحظة وتقديم تغذية راجعة مستمرة.
شاركت د/ خلود سلامه، أستاذة مشاركة في علوم الحاسوب في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، في إعداد البحث مع أربعة باحثين من جامعة باو ومنطقة أدور في فرنسا.
توضح الدراسة الطريقة التي يمكن بها للأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية معالجة مشكلات أساسية في قطاع التعليم العالي، بما في ذلك ضعف التفاعل وعدم تكافؤ فرص الوصول إلى الموارد والإشراف في البيئات المختلطة، حيث يكتسب المعلمون رؤى فورية بشأن مستوى تقدم الطلاب، مما يمكّنهم من التدخل في وقت مبكر، فيما يستفيد الطلاب من لوحات بيانات مخصصة تعزز التأمل الذاتي وملكية أكبر لعملية التعلم، كما تضمن هذه الأنظمة حصول جميع المتعلمين على فرص متكافئة للوصول إلى الموارد والمشاركة في أنشطة تعاونية، سواء أكان التعليم حضوريًا أم عن بُعد.
صرّح الأستاذ خالد حسين، نائب مدير الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، قائلًا: “يسرنا، في ظل التحديات التي نواجهها اليوم، أن نشارك في دراسة عالمية تُثبت أن التعلم الذكي المختلط هو الوسيلة الأكثر فاعلية لمعالجة التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي، إذ من شأن هذه النتائج مساعدة الجامعات على جعل العملية التعليمية أكثر تركيزًا على الطالب وأكثر تخصيصًا بدرجة كبيرة، فضلًا عن ضمان توفير مشاركة شاملة وعادلة“.
وأضافت د/ خلود سلامة قائلة: “لقد شكّلت جائحة كوفيد-19 الدافع المناسب لإجراء هذه الدراسة، وقد أوضحنا، من خلال هذا البحث، الطريقة التي يمكن بها للأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية مراقبة أنشطة الطلاب وتحليلها لحظة بلحظة، مما يتيح توفير بيئة تعلم مترابطة وذكية، حيث تعمل هذه الأنظمة على الربط بين الأشخاص والأجهزة والخدمات والبيانات عبر إطار “إنترنت كل شيء”، وبذلك، تتيح تقديم تغذية راجعة مستمرة لتوجيه العملية التعليمية وتكييفها، مما يجعل قاعة الدراسة أكثر حيوية وقائمة على البيانات وقادرة على تلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل“.
وقد أُجري البحث خلال مدة الإغلاق الناتجة عن جائحة كوفيد-19، وأظهرت دورة دراسية مختلطة شملت 54 طالبًا، باستخدام تقنيات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت، مدى فاعلية الأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية؛ حيث تعاون الطلاب عبر مواقع مختلفة، فيما تابع المعلمون مستوى التقدم من خلال لوحات بيانات لحظية وأتاح النظام تحديد المشكلات في عملية التعلم ورصد الأخطاء وتمكين التعلم بالتأمل عبر سجلات الأنشطة. وأكدت النتائج أن هذه الأنظمة تمكن من الإشراف الفعال على الفصول الدراسية المعقدة والموزعة وتحسينها بكفاءة عالية.
تتيح الأنظمة التعليمية السيبرانية – الواقعية تتبع مسار كل طالب وتقديم الدعم المناسب طوال رحلته التعليمية، بغض النظر عن موقعه؛ حيث يمكن للمتعلمين عن بُعد الاتصال بمعدات المختبرات والتعاون بسلاسة، مما يقلل من أوجه عدم المساواة في العملية التعليمية. وعلاوة على ذلك، تعمل الأنظمة التعليمية السيبرانية-الواقعية على إعداد الخريجين للثورة الصناعية الخامسة، وذلك من خلال تنمية مهارات التعاون بين الإنسان والآلة والقدرة على التكيف وحل المشكلات استنادًا إلى البيانات، وهي السمات المميزة لقوى العمل المستقبلية.
شارك في إعداد البحث، مع د/ خلود سلامة، كلٌّ من د/ لوران غالون ود/ ريتشارد شبير ود/ سامية بشير ود/ فيليب انيورتى من جامعة باو ومنطقة أداور في فرنسا. المقال متاح بنظام الوصول المفتوح، مما يضمن له انتشاراً عالميًا وتأثيرًا كبيرًا. رقم المُعرِّف الرقمي للوثيقة: 10.3390/info15120790.