
إن تبنّي الابتكار والذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً، بل أصبح جزءاً أساسياً من الأعمال، بحسب ما صرّح به أنوراغ ثاكور، الوزير الهندي السابق للشباب والرياضة ووزير الإعلام والبث.
التاريخ: دبي، الإمارات العربية المتحدة؛ 1 سبتمبر 2025
أبرز الأخبار:
- نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للهند بنسبة 7.8 بالمئة ليصل إلى 47.89 تريليون روبية هندية في الربع الأول من السنة المالية 2025-2026، مقارنةً بـ 44.42 تريليون روبية هندية في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025؛
- الهند في طريقها لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بإجمالي ناتج محلي يبلغ 7.3 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030؛
- ارتفع عدد دافعي الضرائب في الهند بنسبة 82 بالمئة من 57 مليون في 2013-2014 إلى 104 مليون في 2023-2024. وبالمثل، ارتفعت إيرادات الضرائب المباشرة للهند بنسبة 182 بالمئة؛
- من المتوقع أن يتضاعف حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الهند ثلاث مرات ليصل إلى 17 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027. ويقوم سوق الذكاء الاصطناعي المحلي حالياً على قوة عاملة مكوّنة من 600,000 متخصص مدرّب، ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى أكثر من 1.25 مليون بحلول عام 2027؛
- يُعدّ مكتب جمعبة المحاسبين القانونين الهندية ثاني أكبر هيئة مهنية للمحاسبين القانونيين في العالم، إذ يضم أكثر من 850,000 طالب وحوالي 415,000 عضو. ويتمتع المعهد بشبكة واسعة تشمل 5 مجالس إقليمية، و175 فرعاً، و50 فرعاً خارجياً، و31 مكتباً تمثيلياً حول العالم.
أكد مسؤول هندي رفيع المستوى لأعضاء فرع دبي التابع لمكتب جمعبة المحاسبين القانونين الهندية أن على المهنيين الهنود تسريع وتيرة تبنّي التكنولوجيا وإحداث ثورة في النماذج التجارية التقليدية من أجل أن تصبح بلادهم قوة اقتصادية عالمية أقوى وتحقق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات – خصوصاً في المحاسبة والضرائب والحوكمة.
وقال أنوراغ ثاكور، عضو البرلمان والوزير الهندي السابق للشباب والرياضة ووزير الإعلام والبث، لأعضاء المعهد في ندوة بعنوان مستقبل التدقيق والاستشارات العالمية عُقدت في دبي يوم الأحد الموافق 31 أغسطس 2025: “نحن في مهمة لدمج العقول البشرية مع الذكاء الاصطناعي، لأن الرؤية من دون تكنولوجيا مجرد أحلام يقظة، والتكنولوجيا من دون رؤية فوضى.”
وأضاف: “لقد وضعنا هدفاً لنصبح قائداً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي. فمنذ عام 2014، ساهمت المبادرات الاستراتيجية، والاستثمارات الكبيرة، والالتزام بالابتكار الشامل في دفع الذكاء الاصطناعي في الهند إلى آفاق غير مسبوقة. من المتوقع أن يتضاعف سوق الذكاء الاصطناعي لدينا ثلاث مرات ليصل إلى 17 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027. ويقوم سوقنا المحلي حالياً على 600,000 متخصص مدرّب، ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى أكثر من 1.25 مليون بحلول عام 2027.”
وأكد ثاكور أن: “الهند تمثل 16 بالمئة من إجمالي الكفاءات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. والوقت والظروف في صالحنا. وهذه أخبار عظيمة، لأن أمتنا تبرز كواحدة من أسرع اقتصادات الذكاء الاصطناعي نمواً على مستوى العالم.”
من جانبه، أشاد جاي براكاش أغاروال، رئيس فرع دبي التابع لمكتب جمعبة المحاسبين القانونين الهندية، بالدور البارز الذي لعبه المحاسبون القانونيون الهنود وزملاؤه الأعضاء، وذلك في كلمته الترحيبية خلال الفعالية. وفي إشارة إلى رؤية الحكومة الهندية للاعتماد على الذات، قال: “إن الهند أصبحت قوة عالمية في قطاعات التصنيع والخدمات، حيث تقود التكنولوجيا نموها المستقبلي.”
وأضاف: “إذا أردت أن تصبح عالمياً، فعليك أولاً أن تصبح رقمياً، من خلال تبنّي التكنولوجيا للتوسع بشكل أسرع وأوسع وتحقيق النتائج المرجوة. فالمسيرة من الاستقلال إلى الاعتماد على الذات هي رحلة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والمرونة. (آتمنربهر بهارات – الهند المعتمدة على ذاتها) أي الهند المرنة والمستقلة ذاتياً.”
وأشار إلى أن شركات التدقيق الأربع الكبرى – ديلويت، وإرنست ويونغ، وكي بي إم جي، وبرايس ووترهاوس كوبرز – التي توظف مجتمعةً 350,000 محاسب قانوني في الهند، قد حققت إيرادات بلغت 4.5 مليار دولار أمريكي من الهند في العام الماضي، ومن المتوقع أن تخلق ناتجاً يقدر بـ 5.2 مليار دولار أمريكي في الهند هذا العام. ودعا شركات المحاسبة الهندية إلى عدم السعي وراء الشركات الأربع الكبرى، بل اتباع الرؤية العالمية للهند لإنشاء استشارات عالمية أكبر حجماً وتوسيع أعمالها من خلال التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية (فينتك).
“لسنا هنا لمجرد النظر إلى الماضي بفخر، بل نحن هنا لننظر إلى المستقبل بعزيمة من أجل عصر الاستشارات الكبرى. عصر لا يُنظر فيه إلى الشركات الهندية كفروع تابعة للعلامات التجارية العالمية، بل كبيوت استشارية كبرى بذاتها، تحمل القيم الهندية والتكنولوجيا والرؤية إلى العالم”، قال الوزير الهندي السابق.
وخاطب مجتمع التدقيق والاستشارات قائلاً: “سيكون الذكاء الاصطناعي أعظم قوة لكم في خدمة عملائكم والمنافسة عالمياً. إن العالم يتابع باهتمام أفكار وابتكارات الهند. أضرب لكم مثال (JAM) – جان دهن، آدهار، وموبايل – الذي أحدث ثورة ورقمنة وتحديثاً لمفهومنا في الرعاية الاجتماعية الاقتصادية.
خذوا مثال واجهة المدفوعات الموحّدة (UPI)، وهو أكبر مثال على التحول الرقمي للاقتصاد. لقد أحدثت UPI ثورة في المدفوعات بأكثر من 12 مليار معاملة شهرية. والهند الآن تمثل 49 بالمئة من المدفوعات الرقمية الفورية عالمياً”، أضاف.
وبحسب البنك الدولي، إذا كان على الهند تحقيق رؤيتها لعام 2047 – لتصبح دولة متقدمة بحلول 2047، أي في الذكرى المئوية لاستقلالها – فإن اقتصادها بحاجة إلى النمو بنسبة 7.8 بالمئة سنوياً على مدى الـ 22 سنة المقبلة. وقد نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للهند بنسبة 7.8 بالمئة ليصل إلى 47.89 تريليون روبية هندية في الربع الأول من السنة المالية 2025-2026، مقارنةً بـ 44.42 تريليون روبية هندية في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025.
“لقد أصبحت الهند رابع أكبر اقتصاد في العالم، ونحن على المسار الصحيح لنصبح ثالث أكبر اقتصاد عالمي بإجمالي ناتج محلي متوقّع قدره 7.3 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030. وليس من المستبعد أن نصبح ثالث أكبر اقتصاد قبل عام 2030 بكثير. وفي السنوات المقبلة ستساهم الهند بنسبة 20 بالمئة من النمو العالمي الكلي”، قال أنوراغ ثاكور.
**”على مدار العقد الماضي، وتحت قيادة رئيس الوزراء السيد/ ناريندرا مودي، سارت الهند بثبات على طريق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، مدفوعة بشعارنا: إصلاح، تنفيذ، وتحويل.
سواء في تمكين النساء والفئات الاجتماعية والاقتصادية المحرومة، أو في تطوير البنية التحتية، أو إدخال الإصلاحات المالية، أو تشجيع الشركات الناشئة، أو دعم البحث والتطوير، فإن قيادة بلدنا لديها هدف واضح. من رئيس الوزراء إلى الشعب، إنه حلمنا الجماعي أن نجعل الهند دولة متقدمة.”
وأشار تقرير جديد للبنك الدولي بعنوان “التحوّل إلى اقتصاد عالي الدخل خلال جيل واحد” إلى أن الهند ستحتاج إلى تحقيق معدل نمو يبلغ في المتوسط 7.8 بالمئة خلال الـ 22 سنة المقبلة، من أجل الوصول إلى طموحاتها في بلوغ مكانة الدولة عالية الدخل بحلول عام 2047.