الشارقة، 10 نوفمبر 2023
استعرض عدد من رواد الأعمال، مشروعاتهم في مجال الكتب، وذلك خلال جلسة حوارية نظمها مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ضمن فعاليات الدورة الـ 42 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب”، مؤكدين أنه على الرغم من انتشار الكتب الرقمية، إلا أن الكتاب الورقي مازال يحتفظ بمكانته لدى القراء.
من دبلوماسي إلى صاحب ملتقى ثقافي
وقال رئيس مجلس إدارة مكتبة زايد، خالد آل علي، خلال الجلسة التي حملت عنوان “حوارات شراع المجتمعية: أعمال الكتب”: “كنت أعمل سابقاً في السلك الدبلوماسي، وزرت العديد من المكتبات خلال رحلاتي الخارجية وأبهرتني كمية الكتب المعروضة بمختلف اللغات، حتى أنني وضعت جدولاً بالكتب التي أرغب في اقتنائها من كل دولة أسافر إليها”.
وأضاف: “حينما عدت إلى دولة الإمارات سألت نفسي: لماذا لا أبدأ مشروعاً خاصاً بمكتبة؟ وبالفعل خضت التجربة التي أعتبرها تجربة متوسطة حالياً، لكن أحببت أن أجمع من خلالها الأشياء التي شاهدتها في الخارج، في مكان واحد”.
وأوضح خالد آل علي، أن مكتبته التي تتخذ من إمارة أم القيوين تلبي احتياجات القراء من الكتب المتنوعة، وتعد مكتبة لبيع الكتب ومقهى ثقافي، فضلاً عما تقدمه من خدمات للجمهور، مؤكداً أن المكتبة لاقت صدى كبيراً، وتوفر أكبر محتوى إنجليزي في الإمارة بجانب المحتوى العربي.
وأشار إلى أن المشروع بدأ قبل أزمة “كوفيد- 19” بشهور، لكن مع تفشي الوباء كان لابد من حل المسألة، لافتاً إلى أنهم تعاقدوا مع طلبات لتوصيل الكتب ونقل محتوى المكتبة إلى المنازل. وأكد أن القارئ يستمتع بقراءة الكتاب الورقي أكثر من الإلكتروني، وفي الفترة الأخيرة عاد الكتاب الورقي لمكانته الحقيقية، باعتباره الحل الأمثل.
كتب للأطفال باشتراك شهري
بدورها، روت ندى العوضي، مديرة مشروع “The Bookshelf”، تفاصيل مشروعها القائم باللغتين العربية والإنجليزية، قائلة: “كنت حريصة على شراء الكتب باستمرار كل شهر أو شهرين باللغتين، حتى أشجع أبنائي على القراءة، وكنت أهتم بعناوين الكتب ومحتواها لأنه من الضروري تشجيع الطفل على حب الكتب، بما تتضمنه من رسومات ونصوص جذابة وموضوعات مشوقة”، مضيفة: “بعد أزمة كورونا أغلقت المكتبات ومن ثم كان شراء الكتب الإنجليزية أسهل نظراً لتوافر محتواها على الإنترنت بصورة أكبر”.
وتابعت: “حال مكتبة الطفل العربية ناشئة، والمحتوى غير متوفر على الإنترنت، لذلك مع بدء أزمة كوفيد فكرت في خدمة لتوفير كتب تشبهنا وتشبه مجتمعنا، وانبثق عنها فكرة الاشتراك الشهري كي يوفر لنا أفضل الكتب المختارة من قبل شخص موثوق ويراعي عاداتنا وتقاليدنا وفي الوقت نفسه يتماشى مع التطوّر والعلم في أساليب التربية.
وأكدت العوضي، أن تعرُّض الأطفال للشاشات أصعب ما يواجه أطفالنا في التربية، خاصة وأنها تؤثر على نموهم العقلي، ولذلك فالقراءة أفضل وسيلة لتعليم وتربية الأطفال.
بيع الكتب المستعملة “أونلاين”
من جانبها، قالت أسماء الكمالي، مؤسس مشروع نقاء: “إن المشروع بدأ منذ أزمة كوفيد-19، حيث كان لديّ كمية كبيرة فائضة من الكتب، إذ قرأت خلال فترة كورونا نحو 200 كتاب زيادة عن المعدل الطبيعي الذي أقرأه، وبالتالي كبرت كومة الكتب وأصبح لديّ فائض، لذلك أدركت ضرورة البحث عن كيفية إخراج الكتب من البيت تدريجيًا”.
وأضافت: “بدأت أولاً على انستغرام، ثم وصل الأمر إلى بيع حوالي ألف كتاب في الشهر وأصبحنا مشهورين، ومن بعدها تحولنا لبيع الكتب المستعملة”.
وواصلت الكمالي: “أغلبية الكتب لدينا بالعربية، وفكرة بيع الكتب المستعملة دخيلة على مجتمعنا، لذلك رأينا أهمية التخلص من كتب مقابل أخرى، لكن الفكرة نجحت بشكل كبير، وسنفتتح موقعنا الخاص ونبحث إمكانية أن يكون لنا مكتبتنا الخاصة في الفترة المقبلة”.
منصة لـ”تدوير الكتب المستعملة”
من جهتها، قالت غريس كريم، مؤسس مشروع بوك إندز، وهي منصة لبيع وشراء الكتب المستعملة، إن مشروعها يعتمد على شراء الكتب المستعملة المقروءة وعرضها على المنصة، مع تسليم صاحبها رصيداً إما كاش أو شراء كتب به من على المنصة.
وأضافت: “حاليًا لدينا حوالي 20 ألف كتاب على المنصة بـ13 لغة مختلفة، منها الفرنسي والألماني والأردو والروسي، حيث نتيح كل الكتب على المنصة، خاصة وأننا في دبي التي تجمع جنسيات من مختلف دول العالم، وبالتالي يمكن لجميعهم الحصول على الكتب التي يرغبونها”.
واستطردت: “منذ 6 أشهر افتتحنا محلاً يضم قرابة 5 آلاف كتاب بلغات مختلفة، وهدفنا الرئيس تشجيع القراءة بصورة أكبر، لذلك نطرح الكتب بأسعار تشجيعية، وكذلك نشجع على استعمال الكتاب كل مرة حتى يصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى اعادة التدوير”.
ولفتت إلى أنهم عملوا على توصيل الكتب لجميع الإمارات السبع أثناء فترة كورونا، وهو ما لاقى إشادة الجميع، حيث تم تطويع التكنولوجيا لتوصيل الكتب المطبوعة، مؤكدة أن مجال الكتب الورقية لن يمت لأنه لا يمكن استبداله بأي شيء آخر.