لأول مرة في الإمارات العربية المتحدة
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 26 نوفمبر 2025:
نظم قسم أمراض النساء والولادة في جمعية الإمارات الطبية ورشة عمل تخصصية رائدة، هي الأولى من نوعها في العالم العربي، تركز على جراحة التجميل والترميم للنساء، بالإضافة إلى تجديد وظائف الجسم. يتميز البرنامج بتدريب عملي باستخدام عينات بشرية، مما يُمثل إنجازًا علميًا غير مسبوق في المنطقة.
عُقدت ورشة العمل بالتعاون الدولي مع الجمعية الأمريكية لجراحي المناظير النسائية وأمراض المسالك البولية النسائية، في إطار الجهود المستمرة لتبادل الخبرات، وتعزيز البحوث السريرية، وتطوير الممارسات الطبية القائمة على الأدلة.
استُضيفت ورشة العمل، التي استمرت يومين في مركز التدريب السريري والجراحي بكلية الطب بجامعة الشارقة، نخبة من استشاريي أمراض النساء والتوليد من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب خبراء من عدة دول عربية وأوروبية. أدار الجلسات ثلاثة مدربين متميزين:

الشيخة الدكتورة علياء بنت حميد القاسمي، أول إماراتية متخصصة في جراحة النساء الترميمية والتجميلية، ورئيسة القسم؛
الدكتور رشاد حداد، استشاري جراحة النساء وخبير دولي في طب النساء التجميلي والوظيفي؛
الدكتور عمرو سيف الدين، استشاري أمراض النساء والجراحة الترميمية والتجميلية.
تألفت ورشة العمل من مسارين رئيسيين: وحدات الحقن غير الجراحية والتقنيات الجراحية المتقدمة، حيث قدمت تغطية شاملة للأساليب الحديثة في هذا المجال عالي التخصص. ركّز البرنامج غير الجراحي على أساليب الحقن التجميلي، والأجهزة القائمة على الطاقة، والعلاجات الحيوية، بما في ذلك البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، والخلايا الجذعية، والإكسوسومات، بالإضافة إلى تطبيقات الفيلر والبوتوكس لتحسين جودة الأنسجة وتسريع التئام الجروح، بما في ذلك ندبات العمليات القيصرية.
سلط الجانب الجراحي الضوء على أحدث إجراءات التجديد الترميمي والوظيفي، وطرق التقييم السريري قبل التدخلات وبعدها، والإدارة الآمنة للمضاعفات.
اعتمد الجانب العملي نموذج تدريب مكثف، بتخصيص عينة بشرية واحدة لكل طبيبين. سمح هذا بممارسة دقيقة للغاية تحت إشراف مباشر، مما جعل التجربة أقرب إلى التدريب الجراحي الفردي.
على مدار اليومين، انخرط المشاركون في مناقشات مستفيضة، وتبادلوا الخبرات حول أفضل الممارسات العالمية والحالات السريرية، وأثريوا المحتوى العلمي للبرنامج، المعتمد بـ 12 ساعة تعليم مستمر.
تهدف ورشة العمل إلى تعزيز مسارات التطوير المهني للأطباء، والارتقاء بجودة خدمات الرعاية الصحية في دولة الإمارات، ودعم الأولويات الوطنية الرئيسية، مثل تمكين المرأة، والسياحة العلاجية، والبحث العلمي في المجالات الطبية المتخصصة. كما تتماشى مع رسالة الجمعية في توفير تدريب موثوق قائم على الأدلة، في ظل تزايد الممارسات غير العلمية في بعض الأسواق الإقليمية.
وأكدت الشيخة الدكتورة علياء بنت حميد القاسمي أن استضافة هذه الورشة في دولة الإمارات تُمثل “لحظة فارقة في تطوير هذا التخصص في العالم العربي”. وأضافت:
“يُمثل التدريب العملي باستخدام العينات البشرية نقلة نوعية إلى الأمام. فهو يُتيح للأطباء فهمًا واقعيًا للتشريح الدقيق، ويُمكّنهم من إجراء العمليات الجراحية بأعلى معايير السلامة. هدفنا ليس مجرد تحسين المظهر الجمالي، بل استعادة الوظيفة وتحسين جودة حياة المرأة”.
وتابعت: “تشير الدراسات إلى أن أكثر من 60% من نساء المنطقة يلجأن إلى العلاج في الخارج نظرًا لندرة التخصصات الدقيقة المتقدمة. وهذا يُحمّلنا مسؤولية نقل الخبرات العالمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير تدريب موثوق وعالي المستوى، يرتقي بمعايير الرعاية الصحية محليًا وإقليميًا”.
وأكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة ترسخ مكانتها كمركز إقليمي للتدريب والتميز في هذا المجال، قائلةً: “هدفنا هو تمكين الأطباء المحليين، ودعم المرأة، وتعزيز ثقة المرضى بتلقي علاج عالمي المستوى داخل الدولة. وهذا يُسهم في تعزيز السياحة العلاجية، ويعزز ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في تخصصات صحة المرأة المتقدمة في المنطقة العربية”.
