
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 20 أكتوبر 2025
من قلب أوروبا، وتحديداً من مدينة «هارلم» الهولندية، جاءت الطفلة لارين زيدان، البالغة من العمر 12 عاماً، تحمل بين يديها كتاباً وفي قلبها حبّاً لا ينتهي للغة العربية. ورغم نشأتها في بيئة لا تتحدث العربية، فإنها اختارت أن تكون جزءاً من «تحدي القراءة العربي» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتؤكد أن اللغة العربية كانت نافذتها إلى الأمل، وجسرها إلى الإبداع والمعرفة.
قالت لارين، إنها تعرّفت إلى التحدي عبر ما شاهدته من تكريم الأطفال الفائزين في الدورات السابقة على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مؤكدة أن كلمات سموه وحبّه للكتاب شكّلا شرارة الإلهام الأولى التي دفعتها إلى خوض التجربة. وأضافت: «علّمني صاحب السمو أن القراءة تصنع أمة لا تُهزم، وأن الحلم حين يرافق العمل يصبح حقيقة، فقررت أن يكون الكتاب سلاحي في الغربة».
وأوضحت الطفلة ذات الثانية عشرة ربيعاً أن مشاركتها لم تكن سهلة، إذ لم تكن اللغة العربية مادة دراسية في مدارسها الهولندية، لكنها علّمت نفسها بنفسها من خلال المطالعة المستمرة وقراءة القصص المترجمة ومتابعة البرامج التعليمية عبر الإنترنت، حتى أتقنت اللغة التي تصفها بأنها «نبض الروح وذاكرة الأمة».
وكشفت الطفلة الموهوبة أنها قرأت 250 كتاباً خلال مشاركتها في التحدي، تنوّعت بين الروايات الدينية والثقافية والبوليسية والعلمية، مشيرة إلى أن كل كتاب كان بمثابة رحلة جديدة تعود منها أكثر قوة ونضجاً وفهماً للحياة. تقول بثقة: «أنا أعيش في الكتب وأسافر بين صفحاتها، ومع كل صفحة أقرأها أقترب أكثر من نفسي ومن حلمي أن أكون إنسانة مؤثرة في مستقبل أمتنا العربية».
وبيّنت والدتها أن المشاركة في التحدي كانت خطوة طبيعية لابنتها، التي ورثت حب القراءة منذ طفولتها، مضيفة: «لارين كانت تلقي الشعر منذ صغرها، وتكتب نصوصاً بالعربية رغم أنها تعلّمت الهولندية كلغة أولى. عندما رأت تكريم الأطفال من الشيخ محمد بن راشد تأثرت كثيراً، وقالت لي: أريد أن أكون مثلهم، أقرأ لأكبر وأُكرَّم بكتاب لا بميدالية».
وتصف لارين القراءة بأنها «بوابة النور التي يدخلها المتعلمون الذين يحبون الكتاب»، مؤكدة أن الكلمة قادرة على تغيير العقول، وأن الأمة التي تقرأ تبني مستقبلاً أجمل. أما عن حلمها، فتقول بابتسامة واثقة: «أريد أن أكون كاتبة تُعبّر عن هوية العرب في بلاد الغربة، وأن أزرع في الأطفال حبّ الحروف التي تجمعنا مهما ابتعدت المسافات».
و وجّهت لارين رسالة شكر وامتنان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قائلة:
«شكراً لأنك منحتنا حلماً عربياً يجمع القلوب حول الكتاب، وجعلتنا نؤمن أن الأمة التي تقرأ أمة لا تُهزم. أنت القائد الذي أضاء دروبنا بالأمل وجعل من الكتاب سفينة عبور نحو المستقبل».
ثم أهدت سموه قصيدتها التي كتبتها بأناملها الصغيرة، وجاء فيها: قائد الأحلام والنجباء
يا باعث الأمجاد في الأرجاء
جعلت من درب الكتاب حضارة
تسمو بها الأرواحُ للعلياء
يا من حولت الطموح قصيدة
تُتلى على الأجيال في الأرجاء
نقرأ فنرتقي وتزهو نفوسنا
وتضيء أحلام الصغارُ ضياء
لك في قلوب الناس أعظم موضعاً
يا من جمعت المجدَ بالعلياء
شكراً لك الشيخ الجليل محمداً
فإنا على العهد مدى الأحياء
وابهذه الكلمات، تختصر لارين زيدان، الطفلة ذات الثانية عشرة عاماً، حكاية جيل عربي جديد يؤمن بأن القراءة ليست هواية عابرة، بل طريقٌ إلى الإلهام والهوية والانتماء، ورسالةٌ يحملها الأطفال من كل مكان إلى دبي، مدينة الحلم التي جمعت القلوب حول كتاب واحد، وعنوان واحد: «أمة تقرأ… أمة تنهض»