البطل الأول : عوض العكبري
لطالما آمن عوض حسن العكبري في بداية حياته المهنية بثلاثية النجاح: “الطموح، والثقة بالنفس، وثبات الهدف”، ولكن مع مرور السنوات وانضمامه للميدان التطوعي، اكتشف أنّ هذه الثلاثية بحاجة إلى صقل، وأنّ أساس النجاح في الحياة برمّتها هو العطاء بلا مقابل، فهو الهدف والسبيل في آنٍ واحد، وهو كلمة السر في قاموس السعادة، وهو رمز التقدم والازدهار في المجتمع.
اجتهاد
بدأ عوض العكبري حياته التطوعية بالتعاون مع جمعية بيت الخير منذ 15 عاماً، حيث كان متطوعاً في شعبة الحصالات، وهناك كان يتعامل مع التبرعات النقدية عن كثب، وظنّها أفضل الأعمال التطوعية، من خلال حفظ الأمانة وإيصالها لمستحقيها من المحتاجين، ولكن سرعان ما انتقل إلى شعبة المواقع الخارجية، ولاحظت إدارة الجمعية إخلاصه واجتهاده الكبيرين، فجعلته نائباً لرئيس الشعبة، إذ يتولى بالتعاون مع رئيسها الإشراف على المواقع الخارجية للتبرع، ويتابع مهمات 54 مندوباً.
مبادرات
لا يكتف العكبري بمهامه الإدارية والمكتبية، بالرغم من أنّها متشعبة وكثيرة، وتحتاج إلى الصبر والدقة والمتابعة، حيث يقوم بالتواصل مع المندوبين جميعاً، ويقيّم أعمالهم، ويقف عند إنجازاتهم وعثراتهم، ليحاول تطوير الإنجازات وجبر العثرات، كما يحرص أشد الحرص على تعميق أواصر المودة مع المندوبين، والسؤال عن احتياجاتهم باستمرار، بالإضافة إلى الأخذ بملاحظاتهم بعين الاعتبار، ولذلك ينظرون إليه بقلوبهم قبل أعينهم، ويتلقون ملاحظاته بكل رحابة صدر، وهو يسعى دائماً إلى ابتكار مبادرات من شأنها النهوض في العمل وتحسين جودته، كما يشارك ميدانياً في المشاريع الإنسانية للجمعية، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، فيقوم بالإشراف على مفاطر الجمعية، ويشارك زملائه في الفريق الميداني توزيع وجبات الإفطار على الصائمين يومياً.
ليل نهار
يبذل العكبري قصارى جهده خلال أوقات الدوام الرسمي وبعدها، إذ يستمر عمل بعض المندوبين إلى العاشرة مساء، وفي شهر رمضان المبارك هناك مواقع تستمر إلى بعد منتصف الليل، فيقوم بالتواصل معهم على مدار الساعة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية، لدراسة الموقع ونشاطه، لتعديل الخطط الموضوعة وتطويرها حسب المستجدات، بما يدعم مشاريع الجمعية بشكل أكبر.
ويقول العكبري: “يجد البعض أن العمل الذي أقوم به صعباً ويستغرق وقتاً طويلاً، إلاّ أنني أجده الأقرب إلى قلبي، فأعظم الفضائل هي الأعمال التي تقرّب الإنسان من الله عز وجل، وهذه الأعمال تنبت في القلب ألف سنبلة دائمة الاخضرار في القلب، فأسأله تعالى أن يكون عملي المتواضع متقبلاً ومجدياً، وأن يساهم في دفع عجلة العمل الخيري للجمعية، وأن أكون بعد الله عز وجل سبباً في سعادة إخواني المحتاجين”.