
الاهتمام بصحة الفم والأسنان وسيلة فاعلة لتقليص المضاعفات على مرضي السكري، لاسيما أن التهابات الأنسجة المحيطة بالأسنان، تؤثر على كفاءة الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري، كما أن هناك تأثير لمرض السكري علي صحة الفم بشكل عام.
ولكن ما هو تأثير التهابات اللثة علي مرض السكري؟، وقبل الإجابة عن السؤال، يجب أن نعلم أن التهابات أمراض اللثة ذات طبيعة مزمنة وتؤدي إلى وجود المزيد من وسائط الالتهاب، وهي جزيئات ذاتية قابلة للانتشار تعمل موضعيا في مكان الالتهاب، وأيضا في مواقع أكثر بعدا.
وبمرور الوقت تتحد هذه الوسائط مع مستقبلات الأنسولين علي أسطح الخلايا وهو ما يؤدي إلى عدم عمل الأدوية التي تنظم عمل الأنسولين، وبالتالي يشعر المريض بعدم كفاءة وفعالية هذه الأدوية كما كان يحدث سابقا مع نفس الجرعة من العلاج.
وقد يؤدي هذا إلى مضاعفة جرعة الدواء للتغلب على هذه المشكلة، ولكن لا يعد هذا الإجراء، الحل الأمثل، إذ يجب إتباع الطرائق الصحيحة للعلاج، حيث تبدأ بتوجيه المريض للقيام بزيارة أخصائي علاج أمراض اللثة للقيام بعمل اللازم وهو ما سيؤدي الي خفض كبير في وسائط الالتهاب وبالتالي إلى استعادة حساسية مستقبلات الأنسولين على أسطح الخلايا، وبالتالي استعادة فعالية الأدوية المستخدمة لعلاج السكري، وبنفس الجرعة التي اعتاد عليها المريض.
ونتيجة أسباب عديدة لا يتمكن الجسم من نقل الجلوكوز من الأوعية الدموية الي داخل الخلايا حتي يتم أكسدتها واستخراج الطاقة اللازمة لعمل الخلايا، ويؤدي وجود الجلوكوز لفترات طويلة داخل الأوعية الدموية إلى تحوله لمركبات تتشكل نتيجة التفاعل الكيماوي للسكريات مع البروتينات بتركيزات عالية وتترسب هذه المركبات علي كل الأنسجة والخلايا وتتسبب في مضاعفات مرضي السكري.
ومن ضمن هذه الخلايا، خلايا كرات الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع ضد البكتيريا وهو ما يؤدي إلى ضعف استجابة وعمل هذه الخلايا وبالتالي تكوين العديد من الالتهابات والخراريج في الأنسجة المحيطة بالأسنان.
وهنا ننصح مرضى السكري بتنظيف الأسنان بعد الأكل على الأقل ثالث مرات يوميا، ونظرا لصعوبة ذلك نتيجة ظروف عمل بعض الاشخاص فيجب الاهتمام بتنظيف الأسنان قبل النوم لإزالة الترسبات وبقايا الطعام، إذ أن البكتيريا المسببة لمعظم أمراض اللثة والأسنان تنشط جدا خلال فترة النوم من 6 إلى 8 ساعات.
وينصح باستخدام المضمضمة التي تلعب دورا ثانويا مهما في التقليل من الترسبات الجيرية والتقليل من اعداد البكتيريا الضارة ولا ينصح باستخدام المضادات الحيوية الا في حالات محددة ومن خلال الطبيب فقط.
وفي الختام، يبقى البروتوكول الصحيح، الذي يجمع أخصائي علاج السكري وأخصائي علاج أمراض اللثة، لتقديم خدمة طبية متكاملة تفيد المريض من خلال فهم العلاقة الوثيقة بين صحة الفم ومرضي السكري والعكس.
ا.د حسام عبد العاطي عيد
استاذ ووكيل كلية طب الاسنان
مدير برنامج ماجستير عالج اللثة
جامعة الخليج الطبية
Dr.hossam@gmu.ac.ae