
الشارقة، 5 نوفمبر 2019 الرسالة اليومية لمغرض الشارقة الدولي للكتاب
يعد جمع الكتب النادرة والمخطوطات القديمة هواية يتنافس عليها الأثرياء وعشاق التراث القديم وذلك للحصول على أنفس المخطوطات وأندرها، وفي ظل افتقار بعض الدول العربية إلى أسواق لبيع الكتب النادرة والمخطوطات فإن هذا يجعل عملية البحث عنها شاقة ومضنية، إلا أن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 38 يستقبل كل عام دور نشر مختصة ببيع الكتب النادرة لتحقق رضا هواة هذه المخطوطات.
واستقبل المعرض آخر الكتب النادرة وهو كتاب أبي القاسم الزهراوي المختص بالعلوم الطبية القديمة في العصور الاسلامية، والذي يعود تاريخ نشره إلى 1532 م، ويعتبر أول طبعة تقوم بنشر صور تفصيلية للأدوات الطبية والتشريحية.

كما تنوعت الكتب النادرة بين أول طباعة عربية للتوراة “توراة موسى” والذي طبع في ليدن الهلوندية عام 1622 للكاتب أربينيوس توماس، وكتاب “طيور الجزيرة العربية” للكاتب ريتشارد مايندتسها من طبعة 1980 في لندن، والذي يعد طبعة خاصة إذ لم يطبع منه سوى 10 نسخ، وهو أول كتاب نشر في دراسة طيور الجزيرة العربية، كما يعد أحد أهم المراجع في هذا المجال.
كما وفر المعرض أيضا أول نسخة من “القرآن الكريم” مترجمة للغة الفرنسية والذي طبع في عام 1647م في باريس للكاتب دي ريير، وكالعادة لم تغب قصص “ألف ليلة وليلة” عن المعرض حيث عرضت أول طبعة عربية كاملة للكتاب، والتي طبعت في الهند عام 1842 م في أربعة مجلدات فخمة من تأليف وليم ماكنجتن.

هذه المخطوطات والكتب النادرة يتم اقتناؤها من مزادات عالمية خارج الدولة بحسب محمد آصف مدير دار اقتناء للكتب النادرة، وذلك بعد إخضاعها للفحوصات والمختبرات من قبل خبراء التاريخ والأثريات للتأكد من جودتها وأصالتها وهو الأمر المهم لدى مشتري هذه الكتب التي تقدر قيمتها بمبالغ كبيرة.
ألوان الأوراق الصفراء ورائحة غبار التاريخ والتشققات التي ترسم تلك الصفحات وطبعتها النادرة، وربما تكون الوحيدة، تجعل قيمتها المعنوية لدى مقتنييها أكبر بكثير مما ينفقونه لشرائها بمبالغ يظن من لا يقدر نفاستها أنها مبالغ كبيرة على كتاب.