
تُستخدم حشوة الأسنان عادةً لإعادة الأسنان التالفة إلى طبيعتها شكلاً و وظيفةً. قبل تطبيق الحشوة، يجب على الطبيب أولاً إزالة مادة الأسنان المتحلّلة وتنظيف المنطقة المصابة ومن ثمّ ملء الثقب المنظّف بمواد الحشو. هناك أنواع متعدّدة و مختلفة من مواد الحشو ولكننا في هذا المقال سوف نناقش أهمية حشوة السيراميك مع الدكتور حسين ال صالح, أخصائي زراعة الاسنان و التركيبات السنية و مؤسس مركز أوريس لطب الأسنان في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
تعد حشوة السيراميك من التقنيّات الجديدة؛ فهي عبارة عن عملية ترميم للأسنان بحيث يُغطّى سطح السن الذي يقوم بعملية المضغ، وتسمى هذه الترميمات المخصصة بالحشوات الضمنية والفوقيّة وتعتبر البديل المثالي للحشوات الفضيّة التقليدية والمركبة. يمكن تصنيع الحشوة في مختبر الأسنان من قبل تقنيّ خارج العيادة ، أو باستخدام تقنية التصنيع والتصميم باستخدام الحاسوب داخل العيادة.
هناك خطوات معينة يجب على طبيب الأسنان اتباعها فيما يتعلق بتطبيق حشوة السيراميك. الخطوة الأولى هي التخدير الموضعي للأسنان ومن ثم يجب عمل طبعات للأسنان لإستخدامها في التحضير لعملية العلاج المؤقتة، وذلك في حال استخدام المُختبر. الخطوة الثالثة هي استخدام دليل مطابقة اللون لتحديد درجة لون الأسنان الطبيعيّة. بعد ذلك، يقوم طبيب الأسنان بتجهيز السن بإزالة الحشوة القديمة وإزالة معها أي تسوّس ومن ثم ملء الثقوب العميقة أو زوايا الأسنان المفقودة. الخطوة التالية تتطلب أخذ طبعة رقميًة أو تقليديًة للسن، وأخيراً تصبح الحشوات المصنعة و المصممة على حسب طلب وحاجة كل مريض جاهزة، بالإضافة إلى التعديل وتلميع الأسنان.
ويضيف الدكتور حسين أنه يمكن إنهاء العملية خلال يوم واحد فقط أو قد تستغرق زيارتين وذلك بحسب التقنية المستخدمة. على سبيل المثال، قد يستغرق العلاج يوم واحد فقط في حال استخدام تقنيات (كاد/كام)، بينما يستغرق زيارتين أو أكثر في حال تم العمل في مختبر أسنان طبّي. ومن الجدير بالذّكر أنه قد تصل مدة بقاء الحشوات الضمنية والفوقية إلى أكثر من ثلاثين سنة مقارنة بغيرها من الحشوات.
تعتبر حشوة السيراميك الحل الأفضل للأسنان ويوصي بها جميع أطباء الأسنان بسبب عدة عوامل: أولاًّ كونها تحتاج جلسة واحدة فقط عند استخدام تقنيات كاد/كام، تستخدم نسبة أقل من مواد التخدير، خالية من المعادن، تدوم لفترة أطول مقارنة بأنواع الحشوات الأخرى، تتطلب أدنى حد من إزالة هيكل الأسنان وأقصى حد من الحفاظ على بنية أسنان صحيّة. يعد حشو السيراميك الأقوى بسبب قدرته على الحفاظ على بنية الأسنان الطبيعية والسليمة ويساعد على عدم ترك فراغات بين الحشوة والسن بحيث يوفر ذلك حماية للأسنان من البكتيريا الضارة.
يقول د. حسين: “جميع الحشوات تتغير مع مرور الوقت، وتضعف بين المفاصل، كما قد تتكسر ويتغير لونها وأحيانًا تسقُط، ويرجع ذلك إلى تكوينها و إجراءات صنعِها”. و بما أن حشوة السيراميك غير مركبة، فذلك يؤكد أنّ لونها لا يتغير أبداً.
ويذكر الدكتور حسين أن حشو السيراميك يمكن أن يناسب جميع المرضى حيث أنه يسمح بإعادة ترميم الأسنان دون الخضوع لإجراءات جراحية. كما أنه ينصَح بشدّة أن يتم ذلك عندما تتضرر أسطح الأسنان الخلفية المسؤوولة عن المضغ بسبب الاضمحلال، الكسور، أو الحشوات القديمة التي تحتاج إلى الإستبدال ، وكذلك الأسنان التي عولجت لبيّاً.
قد يكون لتطبيق حشو السيراميك بعض العيوب والآثار الجانبية وذلك حسب حالة أسنان المريض. فمثلاً يمكن للسيراميك أن يتغيّر ويتطلب استبداله مرة أخرى لذلك، فإن تجنّب العادات السيئة سيساعد على ضمان بقاء الحشوات الضمنية والفوقية لوقت أطول.
يُعتبر سعر حشوة السيراميك أعلى مقارنة بأنواع الحشوات الأخرى، وذلك بسبب جودة المواد والتكنولوجيا العالية المعنيّة ، ولكن استعادة السن الطبيعية تبقى لسنوات عديدة مع الحفاظ على مظهره سليماً.
يمكن أن تكون العناية بالأسنان في بعض الأحيان جزءاً منسيّاً من نظام حياتنا الصحي؛ ومع ذلك فإنّ أهميّتها لا تقل عن ضرورة الإعتناء ببقية أعضاء الجسم. إنّ تطبيق روتين أسنان صحيّ هو هدف مُستحقّ في حد ذاته. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري دائماً اختيار طبيب أسنان هدفه التركيز بشكل خاص على راحة مرضاه وتأمين أفضل رعاية ممكنة لهم.