
تحت شعار الإمارات –تراثها غير المادي “نظرة عصرية لموروثات شعبية”
المجلس الثقافي لهيدلاين يستضيف عبد الله عبد الرحمن المؤرخ التراثي الإماراتي ويستعرض ذكرياته التراثية وتاريخه الإعلامي
المشاركون يالجلسة يطالبون وزارة التربية والتعليم توثيق التراث الإماراتي ضمن المناهج الدراسية الخاصة بكتب التربية الاجتماعية بشكل أوسع والاستفادة من خبرات المؤرخين الإماراتيين
دبي ،5يوليو 2018
تحت شعار “الإمارات -تراثها غير المادي “نظرة عصرية لموروثات شعبية ” أستضاف مجلس هيد لاين الثقافي برئاسة الدكتور يوسف الشريف الكاتب والحقوقي المعروف في مجلسه بالمحيصنة –دبي والذي نظمته هيدلاين للخدمات الإعلامية ضمن جلساتها الثقافية الشهرية وأدارها هاشم الوالي بحضور عدد من المهتمين والإعلاميين والأكاديميين والمثقفين.
واستهلت الجلسة بترحيب بالحضور بدأه الدكتور يوسف الشريف مثمنا دور الجميع بالحضور والمشاركة في هذه الجلسة التراثية الهامة التي تعكس سيرة تراثية ماجدة لوطننا الإمارات معربا عن شكره للجميع على الاستجابة للدعوة ومشيدا بمشاركة الفنان العراقي عازف العود الملحن علي سرحان بفقرة إبداعية موسيقية قدمها كمنولوج تراثي شعبي على أوتار العود بأغنيه عن الوالد بعنوان “يا ابي” التي استشعر فيها المستمعون جهود الاب وما يقوم به من جهود لسعادة ابناءهم.
بدا الباحث والإعلامي عبد الله عبد الرحمن حديثه عن التراث والبحث فيه ومفهومه اللغوي وما وثقته الإمارات من تراث مادي من خلال منظمة اليونسكو التي توثق التراث العالمي للمواقع والعادات والتقاليد المؤصلة مثل القهوة العربية رمز الكرم والأصالة والمجالس الإماراتية وملف الصقارى المشهورة بالإمارات والمنطقة وملف العيالة والرزفة وموقع جبل حفيت بالعين وغيرها من المواقع والمتاحف بأنجاء الدولة.
وأستعرض مؤلفاته التراثية وإصداراته مثل مذكرات ظبية والظفرة البر والبحر 3 أجزاء والموسوعة التراثية والإمارات في ذاكرة أبنائها التي سرد بها حكايات السلف الصالح من أبناء الوطن وهي جزء من عرض بانورامي تاريخي تراثي لسيرته الذاتية التي أكد فيها هاشم الوالي بأن الجلسة استثنائية وهامة حيث أنها تسلط الضوء على موضوع هام يعنى بالهوية الإماراتية التراثية ما قبل تأسيس الاتحاد على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه وما تخللها من جهود كبيرة بذلها المؤسسون للحفاظ على تراث هذا الوطن الغالي وحفظ ثروته التراثية المادية التي خلفها السلف.
وأضاف الوالي مستعرضا مسيرته الإعلامية التي امتدت عبر 33 عاما من الإنجاز التي أحتفي بالمؤرخ التراثي عبد الله عبد الرحمن الإعلامي المخضرم مشيرا إلى مسيرته الحافلة بالإنجاز التراثي إضافة إلى ما ينطبق عليه لقب العاشق للكلمة بكل أبعادها حين يكون الإنسان عاشقاً لمهنته منتميا لها يعني أن تكون مبدعاً فيما تنتجه وتحاوره وتستكشفه، فالإعلامي القادر على الإضافة والعطاء، هو العاشق لهذه المهنة – التي تعتبر الحياة، للكثيرين من المبدعين والتي أخلص لها عبد الله عبد الرحمن وأعطاها من دمه وروحه
وأستعرض الوالي عبر مسيرة حافلة بالإنجاز للإعلامي المؤرخ امتدت لأكثر من ربع قرن، ما بدأه المؤرخ التراثي عبد الرحمن كمحرر ميداني في صحيفة الاتحاد حتى غطى كل الحروب الدائرة في المنطقة تحت شعار التحرر من التبعية الإعلامية، وتقصي الحقيقة، عبر مسالك الدروب المختلفة برا وبحرا وجوا ومشيا على الأقدام بحثاً عن التين الجبلي وحكايات الناس وأخبارهم، عبوراً بين تركيا وإيران وصولاً إلى القوات الدولية فجراً في طهران.
من جهته أشاد عبد الله عبد الرحمن بتنظيم الجلسة من قبل مجلس هيد لاين معربا عن ثنائه وشكره للاستضافة له في هذا المجلس الثقافي الإعلامي برعاية الدكتور المحامي يوسف الشريف وبتنظيم غير مسبوق من هيدلاين ومديرتها الإعلامية فضيلة المعيني لافتا بأن هذه الجلسة تعيد له شريط الذكريات للغوص في أعماق التراث ومفهومه بما يوثق فيه من ذاكرة الزمان والمكان الذي أحبه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان مؤسس هذا الوطن طيب الله ثراه بكل مكوناته وتراثه المادي في حاضنة الثقافات داخل الإمارات بكل مناطقها.
وأستذكر بداياته في الإعلام مشيرا إلى أن ميدان الصحافة، هو ميدان للعاشق فقط تسيل من روحه خلاصة تجاربه المعشقة مع النبض الحقيقي للحياة… بدأ مشاركاته الإعلامية والصحافية منذ الطفولة عبر مراسلاته للإذاعات والصحف العربية، وكان لما يزل في مسقط رأسه برأس الخيمة، وقد ساهم مساهمة فعالة في مجلات الأندية (الأهلي والمجمع والشباب) المحلية. إلى جانب عشقه للخط العربي وممارسته له على الورق والجدران القديمة في حارات الطفولة، والخط كان مدخله الأول لعالم الصحافة فقد بدأ خطاطاً في جريدة الاتحاد سنة 1975.
وقدم في إيجاز مفهوم التراث المادي ومساربه ومفهومه الذي يجب أن يلقن للأجيال المستقبلية مشيرا إلى أنه بدأ مغامرته منذ أن كان عمره 17 عاماً حين وجد نفسه طالباً للتمريض في أبو ظبي، ومداوماً على المكتبة العامة لوزارة الإعلام في الفترة المسائية وقبل ذلك كان قد بدأ مراسلاته لدار الدراسات المهنية في القاهرة، والتي شكلت أول تواجده الإعلامي وهو في الصف الأول الإعدادي وأخذت تزوده بالعديد من الكتب التي تفتح عليها بعد أن قدم لها خدمة نشر أحد الإعلانات لهم في مجلة الشباب
وأوضح الباحث الإعلامي عبد الله عبد الرحمن أنه تلقى تدريبه في الخط على يد الخطاط المصري سعيد الشرقاوي، وخالد محمد أحمد، والخطاط السوداني سيف الدين سر الختم. بعد المقال الأول الذي كتبه في جريدة الاتحاد والمتضمن مجموعة من الاقتراحات والتصورات عن مكتبة الوزارة والتي أعجبت الغالبية تم نقلي إلى قسم المحليات إلى جانب الصحافي محمد يوسف ومحمد صالح وبدأت روح العمل الجماعي والتنافس المهني الخلاق والبحث عن السبق الصحفي والمغامرة في ارتياد الأمكنة والتعرف على نوعية من الأخبار التي تهم العديدين والمرتبطة بجوهر الأشياء وهكذا حتى تبلورت التجربة وتعمقت وأصبح لوجود عبد الله عبد الرحمن الإعلامي أهمية كبيرة في خارطة الإعلام المحلي والعربي.
وأستذكر الماضي العريق في بدايات حياته بعد أن التحق بإحدى دورات اللغة في لندن ويبقى لعدة سنين هناك يطلع من خلالها على الفكر الإنساني بشكل معمق وواسع ويتأصل في داخله عشقه للإمارات وتفاصيل حياتها المعايشة قديماً وحديثاً، وقد رشح آنذاك لنيل رسالة الماجستير عن طريق الدكتور إبراهيم راشد، باعتبار أن لديه مؤلفاته وكتاباته الخاصة منوها عبد الله عبد الرحمن أنه عاد إلى الإمارات ليواصل مسيرته الإعلامية ومغامراته التي لا تتوقف والتي دفعته إلى التغطيات الخارجية كتجربة تغطية احتلال الحرم الشريف من قبل (جهيمان العتيبي) وتجربة الحرب الأهلية في بيروت مشيرا إلى أنه نشرها عبر سلسلة (أنا عائد من جنوب لبنان) والتي قدم لها الصحافي المعروف سمير عبد المطلب. وليبدأ سلسلة من التغطيات الميدانية الأخرى والتي شكلت نواة مؤلفاته البحثية إلى جانب التنقيب في الوثائق المختلفة والمراجع التاريخية معتمداً بذلك على تقنية (الرواية والوثيقة) في تسجيل مدوناته ومخطوطاته
وأستعرض ما تدرج به الإعلامي عبد الله عبد الرحمن في العمل بين الأقسام التحريرية ثم تولى مناصب ومسؤوليات بعض الأقسام والصفحات المتخصصة إلى جانب العديد من الزوايا الثابتة والمقالات اليومية والأسبوعية ومن أشهر أعمدته اليومية منذ السبعينات (كلمة حق) والذي استمر سنوات، تلته الصفحة الأسبوعية المتخصصة (فنجان قهوة)، (موسوعة الوطن)، (من دفاتر الوطن) والتي نالت شهرة كبيرة وحققت إضافة مهمة في مجال البحث في الحياة الإماراتية بواطنها وظواهرها والتعريف بصفحات مهمة من تاريخ الوطن ورجالاته وفرسان بره وبحره وتأصيل هوّيته العميقة والأصيلة بعد ذلك تولى رئاسة قسم المنوعات والإشراف على ملحق الاتحاد اليومي وفي عام 1984 تولى إدارة شؤون التحرير والتصوير في دبي والإمارات الشمالية بوظيفة (نائب مدير التحرير).
وقال إنه بعد عام من تقاعده عين رئيساً لقسم المحليات في صحيفة الخليج في عام 1999 وتفرغ فيها لتحرير الصفحات الميدانية الأسبوعية المتخصصة بعنوان (الخليج تبحر في أعماق الوطن). وكان قد أسس وترأس مجلس إدارة عدة مؤسسات ومراكز إعلامية وثقافية وبحثية خاصة منها (مركز الذاكرة للمعلومات) والذي بدأه برأس مال شخصي وقدره 35 ألف درهم لتنظيم الأرشيف الشخصي وعمد فيه إلى تصنيف للمعلومات ما دفعه إلى حب البحث في التراث والتاريخ الإماراتي ويواصل مسيرته في تأليف كتب عن الحقب الزمنية التي تعاقبت على الدولة قبل نهضتها وإعلان اتحادها لافتا بأن هذا المركز يعد أول مركز للمعلومات والذي اعتمد على الملفّات اليدوية واستطاع من خلاله توثيق وتأصيل المادة الدسمة والغنية التي كان قد حصل عليها عبر تجواله بين أرجاء الإمارات المختلفة وتفاصيلها الغنية والتي مكنته فيما بعد من التفرغ لإعداد وتقديم وإنتاج العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية المتخصصة.
وأكد بن شخصية عبد الله عبد الرحمن، تكاملت عبر حيازته على المادة الاستثنائية المعنية بتاريخ وتراث المنطقة، وجعلت منه كنزاً وينبوعاً لا ينضب في مجال الصحافة ومن ثم في المجال الإذاعي والتلفزيوني، وعن هذا الجانب وأضاف بأن علاقتي مع التلفزيون بدأت في الثمانينات بحدود 1984، بعد نشر سلسلة فنجان قهوة، وقد وصلت تلك الصفحات إلى جمهور عريض، وصادف أن نشرت لقاء مطوّلاً (مجرن الكندي) وهو مدرّس الشيخ زايد رحمه الله، والذي كان يشغل منصب رئيس القضاء الشرعي مضيفا بأن عمره كان ينوف عن 90 عاماً وهو ينتمي إلى عائلة من العلماء. وقد لاقى هذا المقال صدى واسعاً آنذاك كان عبد الله النويس وكيل وزارة الإعلام والذي طرح عليّ فكرة تحويل تلك المواد إلى أعمال تلفزيونية. ويضيف: وكان أن دخلت هذا العالم رغم ان لا علاقة لي بالأصل مع الكاميرا. وبدأت مع المخرج (عبد الله النقي) فسجلت تلك اللقاءات والحوارات تلفزيونياً.
وروى حكايات عبرها عبر تاريخ هذا الوطن قائلا: “كنت قد سجلتها على أشرطة فأعدت إنتاجها إذاعياً، وعملت سلسلة إذاعية مطولة (مع الرواد في ذاكرة الوطن) وكانت مع المعمرّين وغيرهم، وكان لدي البرنامج التلفزيوني الأسبوعي (سوالف من الوطن) والذي كان يذاع بعد الأخبار مباشرة في كل جمعة لمدة ساعة كاملة في الفترة ذاتها ازدادت البرامج التراثية وعملت (شعاع من الماضي) لصالح تلفزيون أبو ظبي وهو يناقش ويطرح مقارنة من ثلاثة أجيال (الجد، الابن، الحفيد) والذي يغطي كافة مناطق الدول“.
بعد ذلك قدمت سلسلة أفلام وثائقية ميدانية ومنها تتبع اسرة جني العسل في الجبال، فنون القهوة وعاداتها ومجالس القهوة، واستمرت السلسلة إلى جانب أفلام وثائقية حيّة مصوّرة عن رحلات الغوص الحديثة وأبرزها فيلمان (فيلم رحلة سفينة الباز) وهي سفينة الشيخ مكتوم بقيادة فرج بن بطي المحيربي الذي يشغل حالياً منصب رئيس جمعية الإمارات للغوص مشيرا إلى أن هذا الفيلم كان قد فاز بجائزة أفضل برنامج تلفزيوني وأفضل إعداد في مهرجان التلفزيون الأول في النادي الأهلي بدبي، والفيلم الثاني كان (رحلة الوصل الثانية) مع علي صقر السويدي، حيث عشنا في الجزر وصوّرنا الطبيعة وطبيعة الأعماق وكنت أنشر الأعمال صحفياً وتلفزيونياً، وقد فاز الفيلم بجائزة تقديرية بذات المسابق وأنه عرض في أماكن عديدة وسلسلة أخرى (صدى السنين) وهي من إخراج عبد الله النقي، وعبارة عن أفلام وثائقية قصيرة لمدة ساعة عن شخصيات من الإمارات. كما ألفت كتاباً مشتركاً عن سيرة حياة (سالم بن علي العويس) والذي تحوّل بدوره إلى فيلم وعرض بمناسبة مئوية في الشارقة، وهنالك سلسلة (همسة من التاريخ) وكنت أعدّ أسبوعياً برنامج (مشاهدينا الأعزاء. أهلاً) وهو برنامج متنوع قدمه محمد عبد المحسن، ونسمة ياسين، وأعددت برامج لأحمد سالم وإسماعيل عبد الله، وعملت فيلماً عن الصقور وصيد الطيور المهاجرة في المواسم الشتوية والجوارح من الطيور التي تأتي إلى الإمارات في آخر الحدود الإماراتية في مناطق مثل رأس غميص القريبة من الغويفات وصورت الذين يصطادون طيور البان والحر، وهو من إخراج جاسم عبيد
وأوضح أن من أهم الأعمال لتلفزيون أبو ظبي هو برنامج (أرض الخير) بعد أن استدعي بطلب خاص من الشيخ زايد رحمه الله وعبر الشيخ أحمد بن حامد وزير الإعلام الأسبق، وهو برنامج مسابقات جماهيري كان يقدم من مسرح وزارة الإعلام، وهو من إخراج عبد الله النقي وتقديم محمد عبد المحسن، وفي الفترة ذاتها كان يعد برنامج (صورة من بلادي) وكان يعمل في جريدة الاتحاد وينتج ملحقه الأسبوعي من (السبت إلى السبت)
وأشار إلى عمله مع «تلفزيون دبي، قائلا: بدأت تجربة أخرى مع تلفزيون دبي ببرنامج أسبوعي (دبي معكم على الهواء) وهو من تقديم ثاني جمعة وإخراج جابر ناصر، وكان إعدادي للبرنامج يشمل عدة جوانب من تأمين الضيوف سواء في الاستوديو أو ضيوف الخارج، وحجز القمر الصناعي، والحضور والمتابعة حتى اللحظة الأخيرة.
وكنا نطرح في كل مرة موضوعاً مختلفاً ونناقشه. وهو نوع من أنواع البرامج المفتوحة وقد قدمت من ضمن تلك الحلقات، حلقة عن الخيول استضفت فيها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة والشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم وشارك فيها سمو الشيخ حمدان بن راشد عبر الهاتف. وفي الفترة ذاتها قدمت برنامج (مجالس التلفزيون) وهو من البرامج التي استمرت لفترة طويلة وكان لها صدى طيباً حيث قدم فيها (مجلس الحبتور، الغرير، الجروان. وغيرهم) مجالس كثيرة وفي كل حلقة كنا نتناول قضية ونطرحها للنقاش، وكنت أشارك سنوياً في برنامج تراثي اسمه (المقيض) ومن البرامج المهمة التي قدمها برنامج (فرسان الذاكرة) وهو برنامج مسابقات رمضان تقديم جمال مطر وإخراج جاسم جابر وديكور هدى الخطيب
وقال عملت سلسلة أفلام وثائقية لتلفزيون دبي عن الآثار والمواقع الأثرية (ذاكرة الوطن)، و(القرى والمناطق النائية) أما التجربة الأخيرة فكانت برنامج تصوير ميداني لإحدى الشخصيات الشهيرة وهو (خليفة الفقاعي) وهو ملامح قديم ومن أشهر النواخذة ومازال حتى الآن يمتلك السفن الخشبية
كما قدم وأنتج العديد من البرامج الإذاعية منها (سلسلة المعمرين) مع الرواد (في ذاكرة الوطن)، (آثارنا تدل علينا)، (الخالد في القلوب) (رواد من الإمارات)، ويضيف: عملت قرابة سنة في الإذاعة ضمن برنامج (مع الناس)، (معاً على الهواء)، (لوحات من الماضي).
ومن الأعمال التي قدمها لتلفزيون الشارقة برنامج مسابقات رمضانية توثيقية عن التاريخ تحت عنوان (نبض الوطن) تناول فيها شخصيات من رواد الإمارات من أمثال عبد الله المطوع، إبراهيم المدفع وغيرهم وقد بحث في حياتهم بالكلمة والصورة
ويعود عبد الله عبد الرحمن من جديد ليؤكد بقوله إن (الصحافة أم الإعلام) مكررا كلمة العاشق الحقيقي للمهنة، والمغامر الذي يمتلك شغف المعرفة والذي حين يتسنى له العمل في مجال الإذاعة والتلفزيون وخاصة البرامج المرتبطة بالمكان ونبض المجتمع والحياة، يكون أصدق وأدق من غيره وأن الإعلامي إذا تحول إلى موظف مكتبي لا يمكنه أن يقدم إضافة للتراث المادي الإمارات التي كانت الحصيلة التي قدمها الباحث والمشاريع التي يعمل عليها تشير إلى جذوته المتأججة على الدوام وتماهيه الكامل مع قناعاته ومع التجربة الإعلامية المحلية التي تجذرت على العديد من الأقلام المصابة بذات الرغبة والشغف والعمل الدؤوب .
وأشار إلى أنه أصدر سلسلة كتب (الإمارات في ذاكرة أبنائها) والتي تعرضت عبر أجزائها الثلاثة إلى (الحياة الاقتصادية)، (الحياة الثقافية)، (الحياة الاجتماعية) بالإضافة إلى كتاب (نبض الأصالة في روح المسيرة) والعديد العديد من البحوث والكتب المشتركة وكتاب (مذكرات طبيب الملك فيصل) والذي يقول عنه: هذا الكتاب كلفني الجهد الكبير ونقلني بين مصر والسعودية وعشرات اللقاءات والأبحاث وجمع المعلومات وقد تمازجت مادته بين المعلومة التاريخية الموثقة وكافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية إلى جانب السيرة الشخصية
وقال بأن له إسهامات كبيرة في التأسيس والنشر والكتابة والبحث، وجوائز عديدة حاز عليها عبر مسيرته الثرية بالإنجاز التراثي، لعل من أبرزها جائزة العويس للثقافة والابتكار العلمي عن الجزء الثاني (الحياة الاقتصادية) من سلسلة الإمارات في ذاكرة أبنائها، إلى جانب العديد من الجوائز التقديرية الأخرى ولعل هذا المشروع الذي وجد غايته الآن وسبل استكماله عن طريق عمله الحالي رئيساً لتحرير القسم العربي في شركة (ميديا سي بي آر) للإنتاج الإعلامي المتعدد الوسائط، والذي يرى فيه، سانحة حقيقية لخدمة الثقافة العربية ونقل اهتماماته الجذرية وعطاءاته من المحلي إلى العالمي .
وأكد بأن سيرة المكان وتجربة الإنسان بعمقها على اختلاف بيئاته الثقافية والاجتماعية. كان قد رصدها عبد الله عبد الرحمن، وهو بذلك أسهم وباقتدار في رسم ملامح هذا الوطن وأخلص إلى ترابه الذي مازالت رائحته الندية تفوح من الحروف التي يكتبها هنا وهناك والمشاريع الفكرية والثقافية الخاصة والتي تعكس إيمانه ومساعيه الكبيرة.
وتخلل الجلسة بعض المداخلات من الحضور حيث تحدثت كل من فضيلة المعيني وأمنة الشامسي ود سيف الجابري ومحمد مبارك ود يوسف الشريف وغيرهم ممن أشادوا بما تم استعراضه من سلسلة الحكايات التراثية التي وثقها المؤرخ الإعلام عبد الرحمن مطالبين وزارة التربية والتعليم بتوثيق التراث الإمارتية في كتب التربية الاجتماعية بشكل أوسع والاستفادة من خبرات المؤرخين الإماراتيين مثل عبد الله عبد الرحمن في تأليف المناهج الخاصة بذلك مؤكدين أهمية أن يقوم بتدريسها خبراء في الدولة من أبنائها وليس غرباء عنها يجهلون تراثها.
وأشاد المتحدثون بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في تنظيم أيام الشارقة التراثية وبجهود معهد الشارقة لحفظ التراث ومركز حمدان بن محمد لحماية التراث في دبي والجمعيات التراثية والمراكز التراثية الموزعة في كافة أنحاء الدولة التي تستهدف حماية تراثنا الوطني الأصيل وحمايته من الاندثار وطالبوا الاعلام بتخصيص صفحات وبرامج إعلامية تعنى بالتراث.
وفي ختام الجلسة كرمت آمنة الشامسي مديرة جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية الباحث والمؤرخ الإعلامي عبد الله عبد الرحمن وقدمت له هدية رمزية كذلك كرم الفنان العراقي علي سرحان الذي أختتم الجلسة بعزف إيقاعي على العود لأغنيات تراثية من الوطن العربي.