![](https://i0.wp.com/www.merimedia.net/wp-content/uploads/2017/06/%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A9.jpg?fit=986%2C657&ssl=1)
عقد مجلس الشعراء الرمضاني الذي ينظمه مركز الشعر الشعبي بدائرة الثقافة بالشارقة أمس الأول ثاني جلساته في بيت الشاعر علي المهيري بالشارقة. دار الحوار حول “السنع في الشعر الشعبي” وتخللته بعض القراءات الشعرية. بمشاركة الشعراء: علي المهيري، علي الخوار، حسان العبيدلي، سلطان مجلي. وأدار الجلسة الشاعر راشد شرار.
أشار شرار إلى أن مكارم الاخلاق من الصفات التي يعتز بها الإماراتي، فالإماراتي يتفاخر بمكارم الاخلاق والشهامة والكرم وحب الضعفاء ومساعدتهم بما يستطيع. وهي جزء أصيل وأساسي من الدين الإسلامي حث عليها والالتزام بها طوال رحلة الحياة فالدين معاملة والمسلم يعرف ويميز عن غيره من طريقة تعامله مع الأخرين. وأضاف: نحن في الإمارات نعد مكارم الاخلاق من اساسيات الشخصية والهوية الإماراتية، نشأنا عليه وننشيء عليه أولادنا، لهذا نجد كلمة سنع متداولة بكثرة في مجلسنا ومنتدياتنا وأحاديثنا، وهي الكلمة التي تعبر وتختزل كل مكارم الاخلاق. ونوه شرار إلى أن السنع من الاغراض الشعرية التي تناولها شعراء الإمارات في قصائدهم، فلعب الشعر دور كبير في إثراء ونشر قيم ومعاني السنع في مجتمع الإمارات، وهناك الكثير من الأبيات الشعرية تحث على حسن المعاملة، واحترام الغير، واكرام الضيف وحث الشباب على العمل وبذل الجهد والاخلاص فيهن وحسن اختيار الصديق والشهامة وحب الخير بكل اشكاله ومعانيه وطرقه ووسائله.
وقال الشاعر علي المهيري الوالد القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. طيب الله ثراه؛ باني الدولة ومؤسس نهضتها، لم يدخر جهد للنصح والارشاد وكان ينتهز كل فرصة ليوجه حديثه إلى الشباب؛ فيحتويهم بالتوجيه. وهذا الاحتواء والاهتمام من أهم وسائل بناء الإنسان ليكون نافع وصالح لنفسه ولوطنه ومجتمعه. وكذا كان شعره لم يغفل جانب التوجيه، والذي يحث فيها على الالتزام بالسنع وتجاوز السلوكيات السيئة. فيقول في احدى قصائده:
بوصيك كانك رجل تعلم … اتأن في أمرٍ بتعنيه … اعمل بطيب وزين وافهم
ومترى العدل يعدل براعيه … اصبر ومترى الصبر يسهم
في الجزل يوم انك توافيه … والاحترام يعالج الهم … ولغير هذا ما تواحيه
وقال الشاعر علي الخوار تعلمنا السنع من اهلنا ولم نتعلمه في المدارس والشعراء جزء من المجتمع يتفاعلون معه ويحاولون تسليط الضوء على مكارم الاخلاق ويذمون ما يقابلها من تصرفات وسلوكيات سيئة مضرة بالمجتمع ويهجون اصحابها فالشاعر عنوان لمجتمعه ولسان حاله. والمدح والهجاء جزء مهم ومعبر عن هذا الجانب فالمدح يرسخ للجوانب الايجابية ويشيد بها ويشجع عليها والهجاء ينتقد ويذم السلبيات ويحث على ضرورة التخلص منها وتفاديها. وأضاف: السنع غاية يحرص عليها الشعراء ويدعون له كأسلوب حياة وتعامل يجب أن يلتزم بها أفراد المجتمع لدورها الكبير في تحقيق النهضة الشاملة في كافة المجالات. واستشهد ببعض القصائد منها قصيدة للشاعرة ريانة العود تقول فيها:
عجب دنياك يا روحي فصيحه .. ولكنّا تغافلنا يا خلّي
تغرّرنا بامانيها القبيحه … يلين الموت في لحظه يحلّي
وبعض أقدارنا المرّه الجريحه … تبين لك عدوٍّ كان خلّي
من جانبه اشار الشاعر حسان العبيدلي إلى أن السنع يدخل في كل تعاملات الافراد الصغار والكبار، وهناك العديد من اوجه السنع منها: التعامل مع الوالدين والاقارب والجيران، التعامل مع الناس واختيار الاصدقاء وتجنب مجالسة اصدقاء السوء والامانة وكرم الاخلاق. وأضاف اتصفت قصائد العديد من الشعراء بالحكمة والمواعظ والدروس التي تحث على التسلح بالأخلاق كسلاح مهم وضروري لبناء الاوطان. يقول الماجدي بن ظاهر:
مالك حميدٍ في الطريج السيء … الحمد سمت الثقل في المطلاعِ
لآل تواصل في الحياه بنفعك … عند الممات فَلَستَ بالنفاعِ
أما الشاعر سلطان مجلي فقد أكد على دور الوسائل الإعلامية في نشر قيم السنع، وأشار إلى أن كثير من الدراما التليفزيونية وما تعرضه الافلام السينمائية مرتبط بالعنف والقسوة وقلة الاحترام، حيث ركزت على سلبيات التعامل الاجتماعي وضخمتها، وهذا له مردوده السلبي على الشباب حيث يقومون بتطبيق ما يرون. وقال أن للأسرة والمدرسة والمسجد إلى جانب المثقفين والادباء والشعراء دور في نشر قيم السنع والتشجيع على الالتزام بها في كل سلوكيتنا. واضاف نحتاج الى قانون يحمينا من انفسنا ومن الاخرين قانون يحظى باحترام وامتثال جميع الناس.
وقد تخللت الجلسة إلقاء عدد من القصائد، حيث قرأ الشاعر علي المهيري قصائد: الشمس تشرق، زيد في هجرك، قسوة الأيام، أغلى وطن؛ وفيها يقول:
انطيع رب الكون لي له سجدنا .. بعده ولي الأمر له عندنا عهود
نجل المؤسس لي بإسمه صعدنا … طاعة خليفه حق برقاب لحشود
يا شعبنا هالدار تحمل سعدنا .. أرض الكرامه والوفا أرض لجدود
يا اغلى وطن تسكن في داخل جسدنا …. واحنا تحت أمرك وفي طوعك جنود
وقرأ الشاعر علي الخوار قصائد: طاب الفال من فالك، لا يا شمسنا الحمراء، يا ابوي أنا ابنك، الطاووس، غلا الدنيا؛ وفيه يقول:
يا أمي يا غلا الدنيا وأصدق عاطفه في الكون … وأدفا حضن يحضني .. وأكبر قلب يحويني
أنا بك دنيتي جنه وبسماتك مطر ومزون … وضحكاتك ربيع أخضر زهوره فتحت فيني
إذا شفتك أرى الدنيا صباح بالفرح مسكون … واذا غبتي عن عيوني يغيب النور عن عيني
وألقى الشاعر حسان العبيدلي قصائد: جيش الإمارات، الرمز الأهم، لبيه يا صوت الوطن، ما ثنانا الموت، دارت الدنيا، حماة الدار؛ وفيها يقول:
في الشدايد نفتخر بعيال زايد … هم حماة الدار وحزام الظهر
يوم ثارت في الوغى نار الشدايد … كل معدن رد للأصل وظهر
والإماراتي به سلوم وعوايد … يفتخر بالطيب من بطن وظهر
كم تقلد من سما العزه قلايد …. وكم يقدم للوطن روحه مهر
وأنشد الشاعر سلطان مجلي قصائد: دين زايد، ياللي تحب الشعر، من فرحتي بالموعد، الوطن، نور من ذهب؛ وفيها يقول:
مِن اْوَّلْ مَا بزَغْ فَجْر القصايِدْ وِالشّعورْ شْعور … تِغَذّت به أحاسيس القلوب وْصَدْرها وَهَّاجْ
وَانا مِنْ يوم مَا شَبّ الشِّعِر فِي وِسْط صَدْري نور … كتَبْته مِنْ ذَهَب لانّي كَرَهْت اللّى كِتِبْ مِنْ عَاجْ!!
نقَشْته نَقْش مَا تَمْحي مَلامحْه السّنِين الْبُوْر … حفَظْته مَا عَلَيْه مْن المَلام وْلاَ عَلَيّ احْرَاجْ
تضِيْق الأرْض بالشّاعِرْ وْشِعْره ما عَلَيْه قْصُوْر …. وَانا امْشِيْ حَافِيْ أقْدَامْ وْقِصِيْدِيْ فَوْق رَاسِيْ تَاجْ