
يتواصل توافد بعثات التنقيب الأثري من مختلف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في العالم إلى إمارة الشارقة لاستئناف موسم جديد من حملات التنقيب الأثري في مواقعها منذ مطلع العام الحالي 2017، وكانت البعثة الاثرية البرتغالية برئاسة الاستاذ د. روي كاريتا من جامعة لشبونة، من أوائل البعثات حيث باشرت ولأول مرة أعمال التنقيب في مدينة كلباء ضمن مشروع كبير للتنقيب عن بقايا القلاع والحصون البرتغالية على الساحل الشرقي لإمارة الشارقة.
كما استأنفت البعثة الأثرية الامريكية من جامعة براون بنسلفانيا برئاسة د. بيتر ماجي في موقع تل الأبرق الواقع على خط الحدود بين امارتي الشارقة وأم القيوين والذي يعتبر من أكبر التلال الاتربة ويحتوى على تعاقب طبقي يمتد على مدى ألفي عام، ابتداء من الألف الثالث ق.م، وقد استطاعت البعثة العثور على بقايا بنائية وتحصينات دفاعية ضخمة اضافة إلى العديد من اللقى الأثرية.
هذا وعملت البعثة كذلك في موقع مويلح الواقع خلف الجامعة الامريكية بالشارقة والذي يضم بقايا مستوطنة كبيرة تعود إلى العصر الحديدي في الألف الأول قبل الميلاد.
صرح بذلك الدكتور صباح عبود جاسم مدير عام هيئة الشارقة للآثار وأضاف: أن بعثة التنقيب البلجيكية برئاسة الدكتور / برونو أوفر لايت – مدير المتاحف الملكية للفن والاثار في بروكسل قد إستأنفت أيضاً موسم تنقيبها الجديد في موقع مليحة الأثري في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة حيث تقوم بالاشتراك مع بعثة التنقيب الأثرية المحلية من هيئة الشارقة للآثار بتنقيب عدد من المدافن الكبيرة المشيدة تحت سطح الأرض، وتعود إلى القرون الاخيرة قبل الميلاد، وقد تم العثور على قطع اثرية مهمة مثل الاواني والجرار الفخارية المزججة المحلية والمستوردة والاوعية المعدنية.
أما البعثة الألمانية من جامعة تيوبنجن برئاسة الدكتور/ كنوت برتسكة ، فقد استهلت موسمها التنقيبي بالاشتراك مع البعثة المحلية في السفوح الغربية من سلسلة جبل البحيص الواقع في سهل المدام وتمكنت من العثور على طبقات تعود إلى العصر الحجري الحديث ضمت مجموعة من الآلات والادوات الحجرية وسوف تخضع هذه المكتشفات لأغراض التحليل والدراسة في مختبرات الجامعة في المانيا.
فيما تواصل بعثة التنقيب الأثرية الاسبانية من جامعة أوتونوما برئاسة الدكتورة / كارمن ديل سيرد، أعمال التنقيب في موقع الثقيبة الاثري في سهل المدام والذي يضم بقايا مستوطن واسع من العصر الحديدي حيث تم الكشف خلال الموسم السابق عن عدد كبير من الدور السكنية وورش صناعة الطوب الطيني، وتركز البعثة عملها خلال هذا الموسم على استكشاف ملامح جديدة من انظمة الفلج القديمة وشبكة توزيعها لإرواء الاراضي الزراعية والتي كانت من الاسباب الرئيسية لاتساع المستوطنات وزيادة الاعداد السكنية والانشطة التجارية خلال فترة الالف الاول قبل الميلاد.
واختتم الدكتور صباح بأنه وتزامنا مع أعمال البعثات التقيبية العالمية فإن بعثة التنقيب الاثري المحلية التابعة لهيئة الشارقة للآثار تواصل أعمالها وعلى مدار العام في عدد من المواقع الاثرية في مليحة والمدام والمنطقة الشرقية إضافة إلى القيام بحملة كبرى لصيانة وترميم مبان تذكارية هامة في المنطقة الوسطى من امارة الشارقة.