أشارت “كي بي إم جي”، الشركة العالمية الرائدة في مجال التدقيق والضرائب والخدمات الاستشارية التي تأسست في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من 40 عاماً، بأنه على البنوك التساؤل حول مدى استعدادها لمواجهة التحديات المقبلة، وحيال إذا ما كانت تمتلك المقومات اللازمة متمثلة في الثقافة والقيم، وتقييم مدى انعكاسها على كافة المستويات في المؤسسة قبل أن يبادر المشرفون بطرح هذه الاسئلة.
ومن جانبه يقول “إيميلو بيرا”، رئيس الخدمات المالية لدى شركة “كي بي إم جي”: “في الوقت الذي يشهد فيه الناتج المحلي الاجمالي تباطوءً ملحوظاً، ونظراً لمعاناة البنوك والمؤسسات المالية الأخرى من التحديات التي فرضتها عليها ظروف السوق مثل الحاجة إلى تخصيص مقدار أكبر من رؤوس الأموال لتغطية خسائر انخفاض القيمة وتغطية القروض والمديونيات المتعثرة، فإنّ المؤسسات المالية تقع اليوم تحت وطأة ضغوط هائلة لابتكار طرق جديدة تتمكن عبرها من تحسين عملياتها، هذا إلى جانب الحاجة إلى الاستثمار في النهج الرقمية الجديدة، دون اغفال الامتثال إلى الإصلاحات التنظيمية الجديدة.”
وهنالك عدّة طرق متّبعة من قبل البنوك للتعامل مع هذه التحديات حيث يقول بيرا في هذا الصدد بأن اعتماد المؤسسات لأنظمة الأمن السيبراني كميزة تنافسية، وليس باعتبارها من ضروريات الامتثال، يعد نهجاً رائداً تتبعه البنوك الإقليمية، وكذلك تحسين الطرق المتّبعة من قبل البنوك في إدارة ثروة البيانات والاستفادة منها في تحسين خبرات العميل، فضلاً عن تعزيز نظم إدارة المخاطر بحيث تصبح أكثر دقه في التنبوء بالعثرات مثل تقييم الجهات التي تُقدّم لها القروض.
كما أضاف لوك إليارد، شريك لدى “كي بي إم جي” الذي يرأس قسم الخدمات المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة: “إنّ التعقيدات التنظيمية المتزايدة التي يشهدها قطاع تدقيق الخدمات المالية يعني بأنه يتوجب على البنوك، سواءً طوعياً أو قسرياً، تحسين النهج الذي تعمل به. وهذا لا يسري فقط على البنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما يسرى على البنوك على مستوى المنطقة والعالم ككل. وهنا لا بد الإشارة إلى أن هذه المؤسسات سيتوجب عليها إتّباع أفضل السبل لدعم وتطوير الاقتصاد الوطني، وكمثال على ذلك دعم وتشجيع مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر شريان اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يتعّين عليها في نفس الوقت امتلاك الوعي التام بالمخاطر الناجمة عن تغير المشهد المصرفي على الصعيد الدولي.”